تُعد الغدد اللعابية في الخد من أهم مكونات الجهاز الفموي في جسم الإنسان، فهي المسؤولة عن إفراز اللعاب الذي يسهل عملية المضغ والبلع والهضم ويحافظ على صحة الفم والأسنان، ولكن أحيانًا قد تتعرض هذه الغدد خاصة الغدد الموجودة في الخد إلى الالتهاب أو الانسداد، مما يؤدي إلى انتفاخ الغدد اللعابية في الخد والشعور بالألم أو عدم الراحة.
الغدد اللعابية في الخد، وخاصة الغدة النكفية، تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الفم والهضم، لكن الالتهاب أو الانسداد فيها قد يسبب انتفاخًا وألمًا مزعجًا إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
أين توجد الغدد اللعابية؟
قبل أن نتحدث عن اين الغدد اللعابية في الخد والالتهاب والمضاعفات، من المهم أن نفهم أين تقع الغدد اللعابية وما هي أنواعها ففي جسم الإنسان توجد ثلاثة أزواج رئيسية من الغدد اللعابية، بالإضافة إلى العديد من الغدد الصغيرة المنتشرة في بطانة الفم والشفاه واللسان. وهذه الغدد الرئيسية هي:
1. الغدة النكفية (Parotid gland)
تقع في الجزء الخلفي من الخد، أمام الأذن مباشرة، وتمتد قناتها إلى داخل الفم لتفتح مقابل الضرس العلوي الثاني، وهي أكبر الغدد اللعابية وأكثرها عرضة للالتهاب والانتفاخ، لذلك فإن انتفاخ الغدد اللعابية في الخد غالبًا ما يشير إلى إصابة الغدة النكفية.
2. الغدة تحت الفك السفلي (Submandibular gland)
تقع تحت الفك السفلي من الجانبين، وتفرز اللعاب إلى قاعدة اللسان.
3. الغدة تحت اللسان (Sublingual gland)
توجد أسفل اللسان مباشرة، وتفرز اللعاب عبر قنوات صغيرة عديدة إلى جوف الفم.
إلى جانب هذه الغدد الكبيرة، توجد غدد لعابية صغيرة في بطانة الخد والشفتين وسقف الحلق واللسان، وهي تفرز كميات صغيرة من اللعاب بشكل مستمر للحفاظ على رطوبة الفم.
وظيفة الغدد اللعابية وأهميتها
الغدد اللعابية في الخد ليست مجرد مصدر للرطوبة في الفم، بل تقوم بعدة وظائف حيوية منها:
- بدء عملية الهضم بفضل إنزيم الأميلاز الموجود في اللعاب، الذي يكسر النشويات.
- حماية الأسنان من التسوس عبر موازنة الحموضة في الفم.
- المساعدة على النطق بفضل ترطيب اللسان والفم.
- تسهيل المضغ والبلع عبر ترطيب الطعام وتليينه.
- تنظيف الفم من بقايا الطعام والبكتيريا.
لذلك، فإن أي خلل في عمل هذه الغدد سواء نتيجة انسداد أو التهاب يمكن أن يسبب مشاكل فموية وصحية متعددة.
ما هو التهاب الغدد اللعابية في الخد؟
يُقصد بالتهاب الغدد اللعابية حدوث تورم أو التهاب في واحدة أو أكثر من الغدد المسؤولة عن إفراز اللعاب، وغالبًا ما تصيب الغدة النكفية لأنها أكبرها وأكثرها عرضة للعدوى.
عندما تتعرض الغدة لانسداد في قناتها أو تدخل إليها البكتيريا أو الفيروسات، يبدأ الالتهاب بالظهور على شكل انتفاخ في الخد أو الفك السفلي، وقد يكون مصحوبًا بالألم والحرارة أو حتى القيح.
تعرَّف على خطورة سرطان الغدد الليمفاوية بالرقبة
أسباب التهاب الغدد اللعابية
هناك عدة أسباب محتملة وراء حدوث التهاب الغدد اللعابية في الخد، من أبرزها:
1. العدوى البكتيرية
تعد العدوى البكتيرية من أكثر الأسباب شيوعًا، خاصة عند انخفاض تدفق اللعاب، وأشهر نوع من البكتيريا المسببة هو Staphylococcus aureus، الذي يدخل إلى الغدة عبر الفم ويؤدي إلى التهاب مؤلم وانتفاخ.
2. العدوى الفيروسية
من أشهر الفيروسات المسببة فيروس النكاف (Mumps)، الذي يؤدي إلى تضخم الغدة النكفية على الجانبين، خصوصًا عند الأطفال، وقد يصاحب النكاف ارتفاع في الحرارة، وألم أثناء المضغ، وصعوبة في البلع.
3. انسداد قنوات الغدد اللعابية (الحصوات اللعابية)
قد تتشكل حصوات صغيرة داخل قنوات الغدة، مما يمنع مرور اللعاب ويؤدي إلى تورم وألم شديد خاصة عند تناول الطعام، ويزداد خطر تكوّن هذه الحصوات لدى الأشخاص الذين لا يشربون كميات كافية من الماء أو يعانون من جفاف الفم.
4. جفاف الفم المزمن
نقص اللعاب يمكن أن يزيد من خطر الالتهابات، وقد يحدث الجفاف نتيجة تناول أدوية معينة (مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين)، أو بسبب التقدم في العمر.
5. ضعف المناعة
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ضعف الجهاز المناعي أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الغدد اللعابية.
6. الإصابات أو العمليات الجراحية
قد يؤدي التعرض لإصابة مباشرة في الوجه أو الخد أو إجراء عملية في الفم إلى التهاب مؤقت في الغدد.
أعراض التهاب الغدد اللعابية في الخد
تختلف أعراض التهاب الغدد اللعابية باختلاف شدة الالتهاب وسببه، لكنها غالبًا تشمل ما يلي:
- ألم عند المضغ أو البلع يمتد أحيانًا إلى الأذن أو الرقبة.
- انتفاخ الغدد اللعابية في الخد أو تحت الفك.
- احمرار وسخونة الجلد فوق الغدة المصابة.
- جفاف الفم وصعوبة فتح الفم بالكامل.
- خروج قيح أو طعم سيئ في الفم.
- ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
إذا استمر الانتفاخ أو ازداد الألم، يجب مراجعة الطبيب فورًا لتحديد السبب وتجنب المضاعفات.
كيف يتم تشخيص التهاب الغدد اللعابية في الخد؟
يبدأ الطبيب عادة بالفحص السريري، حيث يتحسس الغدة المنتفخة ويفحص الفم بحثًا عن أي علامات عدوى أو انسداد، وقد يطلب الطبيب بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص مثل:
- تحليل إفرازات الغدة لمعرفة نوع البكتيريا أو الفيروس.
- تصوير مقطعي (CT scan) في الحالات المعقدة لتحديد مدى الانتشار.
- الأشعة السينية أو الأشعة فوق الصوتية (Ultrasound) للكشف عن الحصوات أو الالتهابات العميقة.
تعرَّف على أورام الغدد الليمفاوية في الرقبة
ما هي طرق علاج التهاب الغدد اللعابية في الخد؟
يعتمد العلاج على السبب الرئيسي، وفي أغلب الحالات يمكن السيطرة عليه بسهولة إذا تم اكتشافه مبكرًا:
1. العلاج الدوائي
- المضادات الحيوية: في حالات العدوى البكتيرية، مثل الأموكسيسيلين أو الكلافولانات.
- مسكنات الألم ومضادات الالتهاب: لتخفيف التورم والحرارة.
- الكمادات الدافئة: تساعد على فتح القنوات وتخفيف الألم.
2. إزالة الحصوات
- إذا كان السبب انسداد القناة بحصوة، فقد يتم إخراجها يدويًا بواسطة الطبيب، أو باستخدام المنظار اللعابي.
- وفي الحالات الشديدة قد تحتاج الحصوة إلى تدخل جراحي بسيط.
3. علاج السبب الجذري
في حال كان الجفاف أو نقص المناعة هو السبب، يتم علاج المشكلة الأساسية عبر:
- شرب كميات كافية من الماء.
- التوقف عن التدخين والكحول لأنها تقلل إفراز اللعاب.
- استخدام محفزات اللعاب مثل مضغ العلكة الخالية من السكر.
4. العلاج المنزلي المساعد
- المضمضة بالماء الدافئ والملح لتقليل الالتهاب.
- تدليك الخد بلطف باتجاه الفم لتشجيع تدفق اللعاب.
- تناول الأطعمة الحامضة مثل الليمون لتحفيز الغدد على إفراز اللعاب.
وهناك العديد من الأسئلة الشائعة حول الغدد اللعابية في الخد ومنها ما يلي:
1. ما هي مضاعفات إهمال التهاب الغدد اللعابية في الخد؟
إهمال علاج الالتهاب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- تكوّن خراج داخل الغدة.
- انتشار العدوى إلى أنسجة الرقبة أو مجرى الدم.
- تلف دائم في الغدة مما يقلل إفراز اللعاب ويسبب جفافًا مزمنًا.
- في حالات نادرة، قد تكون الكتلة الناتجة بسبب ورم في الغدة اللعابية يتطلب فحصًا دقيقًا.
2. ما هي طرق الوقاية من التهاب الغدد اللعابية في الخد؟
يمكنك حماية نفسك من التهاب وانتفاخ الغدد اللعابية باتباع بعض النصائح البسيطة:
- المحافظة على نظافة الفم والأسنان عبر التفريش اليومي واستخدام الغسول المطهر.
- تجنب التدخين والكحول لأنها تقلل من إفراز اللعاب وتزيد فرص الالتهاب.
- الابتعاد عن الأطعمة المالحة أو الحارة جدًا لأنها قد تسبب تهيجًا للغدد.
- مراجعة الطبيب بانتظام خاصة في حال تكرار الانتفاخ أو الجفاف.
- مضغ العلكة الخالية من السكر لتنشيط الغدد وتحفيز اللعاب.
- شرب الماء بانتظام للحفاظ على تدفق اللعاب ومنع الجفاف.
3. متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت أي من أعراض الغدد اللعابية في الخد، فمن الضروري مراجعة الطبيب فورًا:
- استمرار انتفاخ الغدد اللعابية في الخد لأكثر من يومين.
- وجود ألم حاد أو إفراز صديدي من الفم.
- ارتفاع في الحرارة أو قشعريرة.
- صعوبة في فتح الفم أو البلع.
أو في حال تكرار المشكلة أكثر من مرة خلال فترة قصيرة.